2025-09-22 05:56:06
أثارت المباراة التي جمعت بين المنتخبين الفرنسي والدنماركي أمس الثلاثاء موجة من الاستياء بين جماهير كرة القدم حول العالم، حيث شهدت أول تعادل سلبي في بطولة كأس العالم بروسيا بعد 44 مباراة. ورغم تأهل الفريقين معاً إلى الدور الثاني من البطولة، إلا أن أداءهما السلبي أثار حفيظة المشجعين الذين غادروا الملاعب محبطين.
قبيل نهاية المباراة، عمت صفارات الاستهجان أرجاء الملعب، حيث فضّل كلا الفريقين الحفاظ على نتيجة التعادل التي تخدم مصالحهما. بالنسبة لفرنسا، كانت نقطة التعادل كافية لضمان صدارة المجموعة، بينما ضمنت النقطة ذاتها تأهل الدنمارك إلى الدور الثاني بصفتها وصيفة المتصدر.
هذه المباراة ستظل محفورة في الذاكرة كواحدة من أكثر المواجهات جموداً في تاريخ كأس العالم، وإن كانت لن تصل إلى مستوى السوء الذي طبع مواجهة ألمانيا الغربية والنمسا في مونديال 1982، والتي عُرفت بـ”فضيحة خيخون”. كما أن مستوى الملل في هذه المباراة لم يصل إلى ما كانت عليه مباراة أيرلندا وهولندا في كأس العالم 1990 بإيطاليا.
الجدير بالذكر أن تاريخ كأس العالم شهد العديد من المباريات المثيرة للجدل، مثل مباراة الأرجنتين وبيرو في مونديال 1978، التي انتهت بفوز الأرجنتين 6-0 في نتيجة مريبة أهلتها للنهائي.
ورغم أن مشجعي كرة القدم في روسيا لم يلوحوا بالأوراق النقدية كما حدث في فضيحة خيخون قبل 36 عاماً، إلا أن صفارات الاستهجان كانت كافية للتعبير عن غضبهم من أداء الفريقين. وبذلك، انضم المنتخبان الفرنسي والدنماركي إلى قائمة الفرق التي قدمت عروضاً مملة ومثيرة للجدل في تاريخ المونديال.
من وجهة نظر تكتيكية، يمكن فهم قرار كلا الفريقين بعدم المجازفة. فلم تكن فرنسا بحاجة للمخاطرة بهدف الفوز، بينما كانت نقطة واحدة كافية للدنمارك لتحقيق حلم التأهل. هذا المنطق البراغماتي يفسر سبب عدم ندم أي من الفريقين على السخط الجماهيري، حيث حقق كل منهما أهدافه من المباراة بالضبط.
في النهاية، تبقى هذه المباراة مثالاً صارخاً على كيف يمكن لاعتبارات التكتيك والنتيجة أن تطغى على روح المنافسة والمتعة التي يفترض أن توفرها كرة القدم للجماهير.
